مقالات

قلوبنا على تونس!

الإنقلاب الأعمى

صدام الحريبي

تتعرض تونس منذ فترة لمحاولة إسقاط ممنهجة، بدأها الرئيس قيس سعيّد بالانقلاب على الدستور وتجميد أعمال البرلمان، ثم قمع معارضيه واعتقال القيادات السياسية الرافضة لمحاولة الانقلاب تلك التي يعمل سعيدا جاهدا على تمريرها.

وقف الجميع إلى جانب سعيدا في الانتخابات، واليوم هو في مقدمتهم يقمعهم ويعتلقهم ,يقول أحدهم أيدناه جميعا، ظنا منا أنه يحب تونس وسيعمل من أجلها، ومن أجل شعبها الذي وثق به، لكنه للأسف كرّر تجربة بائسة لم يمارسها سوى المستبدين، وتعامل كالثعلب الذي ما إن يستفرد بالفريسة حتى يغدر بها، وها هو اليوم يغدر بالتونسيين بعد أن نُصّب رئيسا خدمة لأجندات خارجية لها خلافات لا نعلم أسبابها مع الشعب التونسي الطيب الذي لم يؤذي أحدا يوما.

هناك مستبدون تفهمنا انقلابهم _ ولا نؤيدهم أو نشرّعن لهم بل نرفض ذلك جملة وتفصيلا_ كونه كان بسبب خيانتهم وطموحهم الأعمى بالوصول إلى السلطة، وأن يصبحوا قادة، لكن حالة قيس سعيد كانت فريدة، ففي الوقت الذي هو فيه الرئيس فقد سعى إلى تنفيذ محاولة انقلابا على الشعب،وما انتخب لأجله ففي الأصل هو ليس بحاجة للانقلاب لأنه هو الرئيس، لكن القدر أراد أن يكشف هؤلاء ويعريهم، فهو لم يكتفِ بكونه رئيسا، بل يريد أن يكون صنما يتقرب إليه العبيد، ولذا فهو يعمل على تفصيل قانون ودستور من أجله وليس من أجل تونس والتونسيين، وهذا بعيد المنال، فتونس التي أشعلت الربيع العربي لن تسمح بأن يحكمها مستبد أعمى يبحث عن المجد الشخصي ويعمل على أن يكون أداة بيد الخارج على حساب الأمة التونسية.

لذا على التونسيين أن يرفضوا ذلك ويعبروا عن ذلك ويوقفوا هذا المشروع الانقلابي الذي ما زال في بدايته ويحموا مكاسب ثورتهم فهم أهل لذلك، ولا خوف على شعب قال شاعره: إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر.

صدام_الحريبي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى