Site icon الهيئة العالمية لنصرة فلسطين والأمة

والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس

أيها الإخوة الكرام
يقول صلى الله عليه وسلم: (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)
وكما قيل من طلب صديقًا بلا أخطاء عاش بلا صديق
وإن من أعظم النعم بعد الإسلام نعمة الأخوة، قال تعالى (ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيًا) وكان من أهم أعماله صلى الله عليه وسلم عند وصوله مهاجره بناء المسجد أولا وهو دار العبادة والصلة مع الله وثاني عمل قام به عليه الصلاة والسلام هو المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وفيه إشارة إلى عظيم مكانة الأخوة وقد امتن الله سبحانه على المؤمنين بهذه النعمة فقال (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا)
فالأخوة تورث المحبة والمحبة تورث الإيثار والإيثار يورث التضحية وما قصة شهداء اليرموك الذين استقوا الماء عن ذاكرتنا ببعيد وهي خير دليل على ذلك يقول تعالى (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)
ولنا في قصة جابر عثرات الكرام نموذجا فذا في المحبة والأخوة والستر حتى وإن وصل الأمر بصانع المعروف مع أخيه إلى السجن بقي يستر حسن فعله مع أخيه ويحتمل مرارة السجن وظلمته
وقد علمتنا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة رضوان الله عليهم خلق الصفح وحادثة الإفك خير مثال على ذلك وتصرف أبو بكر مع مسطح رضي الله عنهما خير دليل كذلك
فما بالنا أيها الإخوة لا نصفح عن زلات إخواننا ونترصد لزلة هنا ومثلبة في التصرف هناك ونشيع ذلك ولا نستره ونخاصم في ذلك ولا نصفح فكيف بالله عليكم نمد أيدينا إلى الله نطلب عفوه ومغفرته وصفحه ونحن لا نغفر زلات عباد الله ولا نعفوا عن أخطائهم فبأي وجه نتوجه إلى الله ونسأله ونضرع إليه أن يغفر لنا أخطاءنا في حقه وعظمته وجلاله سبحانه وهو الذي يخاطبنا ويقول ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم)
أيها الأحباب تغافلوا عن زلات إخوانكم “ليس الغبي بسيد في قومه
لكن سيد قومه المتغابي”
صِلوا إخوانكم وادعوا للمخطئ منهم بالعودة عن خطأ وقع فيه ولا تذكّروهم أخطائهم واذكروا جميل الفعال وجميل الصفات ومن كانت حسناته أكثر من سيئاته فهو عند الله ناج أفلا ينجو عندنا
حفظكم الله إخواني وحفظ الأخوة بيننا ورفع رايتنا ونصر دعوتنا وحقق أخوتنا واقعا في حياتنا
ودمتم سالمين
كتبه أخوكم د. شحدة ذيب

Exit mobile version