(( مدافعة التفاهة ))
✍️ د. سعد الكبيسي
في حلقة حوارية لقناة يوتيوب اسمها “إذاعة ثمانية”، مع المدرب السعودي المميز الأستاذ ياسر الحزيمي، وحديث عن موضوع: “كيف تنجح العلاقات”، تجاوزت في وقتها ثلاث ساعات مع مقدم خفيف الظل أريحي الطلة.
شاهدت الحلقة كاملة لاهتمامي بالموضوع ولمقدار النفع والفائدة التي فيها، لكن ما لفت نظري أن يشاهد الحلقة خلال أسبوع واحد فقط “مليونان” من المتابعين، مع آلاف التعليقات الإيجابية والتفاعلية مع الحلقة.
ولعل نجاح الحلقة كان مرتبطا بأمور أربعة:
تمكن الضيف.
وأريحية المقدم.
وعمق الطرح.
وأهمية الموضوع.
وهنا ينبغي ان نقف وقفة ضرورية وهي أن المحتوى الجاد والهادف قد يحظى بمتابعة مليونية، وان التفاهة على كثرة انتشارها فإن المحتوى الجاد والنافع يدافعها ويزاحمها في الحضور على الشاشات وعند المتلقين.
ولذا أقول: إن علينا أن نكثر من المحتوى الجاد وأن ننشغل بإنتاجه أكثر ربما من الانشغال بمقاومة المحتوى التافه والتحذير منه، وإن كان لا بد من مقاومته بقدر معين لا يشغل عن أصل المطلوب.
“فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ”.