بيانات الهيئة

بيان رقم (117) بشأن الاعتداء على مقام الصحابة رضي الله عنهم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد..
فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) (التوبة: 100).

إنَّ مِنْ عقيدة المسلمين حبَّ أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – جميعًا، والترضي عنهم، وعدالتهم ثابتة بالقرآن والسنة والاجماع والعقل، ولا يشذّ عن ذلك إلا مكابر أو حاقد، ولا ندعي العصمة لأحد منهم، ونعتقد ونقر بعظيم فضلهم، ومن الواجب الشرعي علينا أن نوالي من والاهم، ونعادي من عاداهم، ونبغض من أبغضهم، وقد حذر النبي عليه الصلاة والسلام من سبهم أو الانتقاص منهم، في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم: ” لا تسبُّوا أصحابي”.

ومعلوم أن من مقتضيات التعايش بين مكونات المجتمع احترام المعتقدات، ولا يحق لأحد التجاوز على عقائد المكون الآخر ورموزه الدينية، وقد عدّ قانون العقوبات العراقي في المادة (372) من الجرائم الاجتماعية تلك التي تمس الشعور الديني، ورتبت عليها العقوبة الرادعة، ومنها بحق: (من أهان علنا رمزًا أو شخصًا هو موضع تقديس أو تمجيد أو احترام لدى طائفة دينية). ومع كل هذا نسمع بين الحين والآخر – مع الأسف الشديد- من بعض المتطرفين سبّ الصحابة ولعنهم في مناسباتهم وشعائرهم الدينية المعلنة، وآخرها الإساءة الشنيعة لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم قبل أيام من قبل بعض الحاقدين، وهذه التصرفات بلا شك تؤدي إلى بث الفرقة بين المسلمين ونشر الطائفية المقيتة. ومن هنا يناشد المجمع الفقهي العراقي مرجعيات المسلمين كافة إلى الوقوف بوجه هذه الأصوات، وإنكار هذا المنكر ومحاسبة أولئك الذين يستغلون الشعائر الدينية للتجاوز على مقام الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

ويطالب المجمع الحكومة العراقية باتخاذ الاجراءات الرادعة بحق من ينتهك القانون ويزرع الفتنة ويتبنى خطاب الكراهية، وعلى الإدعاء العام أداء دوره بمنع ومحاسبة هؤلاء للحفاظ على السلم المجتمعي، وندعو ممثلي الشعب في مجلس النواب إلى موقف حازم بوجه هذه الهجمات على المقدسات والرموز الدينية.

وأخيرًا ندعو ديوان الوقف السني إلى توحيد موضوع خطبة الجمعة القادمة عن فضل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين.

زر الذهاب إلى الأعلى