ما هذا يا حماس؟!
✍️بقلم الاعلامي والشاعر/ عماد أبو نعمة
كم غمرتنا السعادة ونحن نرى جماهير حماس تتوافد قبل بدء المهرجان بساعات، حتى امتلأت كل ساحات الكتيبة الخضراء بالجماهير الممتدة التي جاءت من كل حدب وصوب..
ما كل هذا المجد يا حماس؟! أوليسَ الأعداء قد قاموا بكل أنواع الحصار من أجل فض هذه الجماهير عنكِ؟!
أوليسوا قد استعملوا كل وسائل الكيد والظلم والغطرسة والمكر والتعجرف والمؤامرات والقهر لتجفيف منابعكم وكسر إرادتكم وتحطيم عزتكم وصدِّ الناس عنكم؟!
فلماذا كل هذه الجماهير؟!
وما السرُّ الذي يقف خلف فشل مئات الملايين من الدولارات التي تم ضخها من كل قوى الشر في العالم للقضاء على هذه الحركة العظيمة التي باتت مصدر أرقٍ وقلقٍ متعاظم ضد المشروع الصهيوني ومن لفَّ لفَّه ودار في فلكه؟!
ما هذا الفخار؟
وما هذه السيول البشرية الزاحفة لتبايع المقاومة وكلها تحدٍّ وإصرار؟!
إنه حفظ الله وتوفيق الله وعون الله..
إنه شعبنا العظيم الذي يفهم الحقيقة ويبني معادلات التحدي ويكسر معادلات الانحناء..
إنها والله ثقة المؤمنين بنصر الله التي نستمدها من قول ربنا سبحانه وتعالى: “الذين قال لهم الناس إنَّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل”
وهذه الجماهير المحتشدة جاءت اليوم لتهتف بهتاف واحد وهو حسبنا الله ونعم الوكيل على كل الذين تآمروا علينا وحاصرونا وظلمونا واضطهدونا..
آلاف من الشهداء وشلالات من الدماء وعذابات الأسرى وآهات الجرحى وقصف الأبراج والبيوت فوق رؤوس ساكنيها وحصار مطبق وحروب دامية وهجمات شعواء وقطعٌ للرواتب وتجفيف المنابع وتشديد للحصار الذي يحيط بأهل غزة إحاطة السوار بالمعصم والقلادة بالعنق برًا وبحرًا وجوًّا من الجهات الأربع شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، وما تزال هذه الجماهير رغم كل ما سبق ذكره تقول للقدس والأقصى والضفة المجاهدة الثائرة وأهلنا في الداخل المحتل والأسرى الأحرار واللاجئين الأبطال:
آتون بطوفانٍ هادر
ما هذا يا حماس؟!
فعلًا إنه مشهد فرحة وبشرى لكل أهل الإيمان في شعبنا وأمتنا وأحرار العالم ومشهد إغاظة وقهر لكل الكائدين الحاقدين، فما أجمل هذه الحشود الهادرة التي تهتف مبايعةً قائدَ أركان المقاومة محمد الضيف بكل عزةٍ وشموخ وإباء، ولا تبالي بمرارة الفقد وشدة الابتلاء وقهر الحصار، وتعاهد الله أنْ تبقى طوفانًا هادرًا يفاجئ المراقبين لهذا الحشد الكبير والمراهنين على فشل مشروع المقاومة..
لقد تفنن الأعداء والمتآمرون في شن المؤامرات على غزة العزة على مدار أكثر من 16 سنة عبرَ أساليب متنوعة، فلقد جاؤوا تارةً بالتشديد والخنق والترهيب، وتارةً بالإغراء والإغواء والترغيب، وتارةً بمحاولات التطويع والاحتواء والإقناع، وتارةً بالحروب والحصار والاقتلاع، ففشلت كل أساليبهم الماكرة الخبيثة، وانتصرت حماس بثباتها وعزتها وعزمها التليد..
لقد جاءت هذه الجماهير لتثبت الفشل الذريع الذي تكبَّده كل أهل الباطل الذين أنفقوا أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فكانت أموالهم عليهم حسرةً و وبالا..
فالحمد لله الذي نصر المقاومة التي تقودها حماس ورفع لواء الحق الذي ترفعه حماس وقهر كل الأعداء الذين يحاربون حماس
وختامًا نقول لأبناء شعبنا وأمتنا وأحرار العالم:
حيوا حماس العز وافتخروا بها
فحماسُنَا نارٌ على الأعداءِ
قولوا لكلِّ العالمينَ نحبها
والحبُّ للأحرارِ والشرفاءِ
هذي حماسُ المجدِ طابَ رجالُها
ونساؤُها في الأرضِ خيرُ نساءِ
حيوا الحماسَ ورددوا بزئيرِكِم
عاشت حماسُ بجيشِها المعطاءِ
للقدسِ قولوا إنَّ جيشَ حماسِنا
آتٍ يحرِّرُ أقدسَ الأرجاءِ