مِن وَحل المعاَصي إلى سِجَّادةِ التَّوبةِ و الإنابَة ؟؟
مِن وَحل المعاَصي إلى سِجَّادةِ التَّوبةِ و الإنابَة ؟؟
كيف يحْدثُ هذا !!
إنَّه قَوْل اللٌه عَزَّ و جَلَّ “يَا عبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلاَّ مَن هَدَيتُه”
ثمَّ من التَّوبةِ إلى الإِنتِكاَسَة ! ما الذِّي حَلَّ بالقلْبِ الخاَشِعٓ و العَينِ التِّي ذَرفَت دُموعَ التَّوبةِ لَيلاً ، ما تُراهُ أصَابَ النَّفسَ اللَّوامَة التِّي أَنابَت لِخَالقِها البَارِحَة ، وَ مَا بَالُ العَقلِ الذِّي اِسْتَحضَر كُلَّ الذُّنوبِ و اِستَغفَرَ لهاَ وَاحِدَةً وَاحِدة ..
اِنقلبَتِ العَينُ الدَّامعَةُ إلى عَينٍ عَاصِية ، و القَلبُ الخَاشِعُ إلى صخْرةٍ لَا لِينَ فِيهَا ، و النَّفسُ اللَّوَّامةـ قَدْ غَلبَتْها النَّفسُ الأَمَّارةُ بالسُّوءِ فَعَادَت لِمُسْتَنقَعَاتِ الرَّذِيلَة ، و العَقلُ قد أصَابهُ مُخَدِّرُ الِإغرَاءِ فَلَمْ يَعُد يُفَكِّر سِوَى فِي الهَوَى وَ مَا يُشبِعُ النَّفسَ التِّي غَلبَتِ الآن !
عَجبًا لِحَالِ الإِنسانِ بَيْنَ التَّوبَةِ و المَعَاصي يتَقَلَّب ، فَتَارَةً يَغْرقُ في الوَحْلِ المُظلِم يَتأَلّمُ منْ مَعَاصِيهِ التِّي تَسحَبُهُ كَمِغنَاطِيسٍ مُنَوِّم ، وَ تَارَةً أُخرَى يَبْكِي خَاشِعًا فِي خَلْوةٍ مَع اللَّه يَسألُه المَغْفرَة !
وَ لِسَانُ حَالِهِ يقُولُ هَل يُعْقَل أنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ ذَاكْ ؟ هَل قَد أصَابَنِي مَنَ النِّفَاقِ قَدْرٌ ؟ هَل سَيَقْبَلُنِي اللَّهُ عزَّ و جَلّ بعْدَ كُلِّ هذَا !!
ثمَّ ماَذا لو قُبِضَت رُوحِي و أنَا غَارقٌ في ظُلْمَتي ، مَاذا لَو بُعِثت علَى تلْكَ الهَيئَة . كيفَ كُنْتُ سَألْقَى اللَّهَ و أَقِفُ بَينَ يَديْهِ و قَد كُتِبَت عَلَيّ سُوء الخَاتِمة !!
كَان قَادرًا علَى قَبْضِ الرُّوح لكِنَّه أَمهَلنِي و أَمْهَلكَ ، أَعْطَانِي و أَعطاَكَ فُرصَةً للرُّجُوع ، كيفَ لاَ يَقْبَلنَا و قَد تركَ لنَا مجَالاً منَ الوقْتِ بَعْد تِلْك المَعصيةِ .. للْعوْدَةِ و الإِنابَة
الذِّي لَم يَقبِضْ رُوحِي فِي ذَلِكَ الحِينِ رُغمَ أنَّه كَانَ قاَدرًا .. سَيقبَلُنِي ، سَيهْدينِي ، سَيُرشِدُني ..
و مَنْ لِي سِوَاهُ ، إُنْ لَمْ أَطْرُقْ بَابَهُ فَأَيُّ باَبٍ سَأطْرُق ، إِنْ لَم يَكُن هو مَلْجَئِي فأَيُّ ملْجَئٍ سَيَأوِينِي وَ أَيُّ مكَانٍ سَيحْمِلُ ثُقْلَ صَدْرِي سِوَى سِجَّادَتِي التِّي يَسْقُطُ عَليْهَا الدَّمعُ ..
الفِتنُ بَاتَتْ تَعصِفُ بنَا عَصفًا و المُغرَيَاتُ مِن حَوْلنَا تَسْحَبُنَا سَحبًا و الشَّهَواتُ تُغْرِقُنا في الوَحْل غَصبًا ، و النَّفْسُ و القَلبُ في تَقَلُّب ، بيْن ثباَتٍ و زلّاَتٍ يَتَأَرْجَحَان .. الخَوفُ يَزْداَد يومًا بعْد يَوم ، لَيسَ مِنْ أَيِّ شَيْء بَلْ مِنْ شَيْءٍ وَاحِدٍ فقَط “أَن تُقبَضُ الرُّوحُ عَلى معصِيةْ “
فتُبْعث و تُسْأَل ثم تُحَاسَب فَتَهلكْ ..!
و مَا الذِّي سَيُغنِي حِينَها ، و مَا هُو حَبْلُ النَّجَاة ؟
سِوَى رَحْمةً منَ اللَّهِ نَطْمَعُ فيِها . رحْمَتُهُ التِّي نَحْيَا بِهَا و نَمُوتُ بِها و نُبعَثُ بها ثمَّ نَنْجُو بإِذنِهِ بها ..
اللَّهُ شاَهِدٌ علَى مُحاَولاَتِ الثَّباتِ كمَا هوَ مُطَّلعٌ على لحظاتِ الزَّلَّات .. فلَا قُنوطَ مِن رحْمَة اللَّه و لَا استهانةً برؤْيتهِ لنا ، و اللَّه يعْلَمُ أنًَ ذُنوبناَ لَيْسَتْ جُرأَةً منَّا و إنَّمَا هِيَ ضُعْفْ ..
فاللَّهمَّ اِرحَم ضُعْفنَا و اِغْفِرْ لنَا مَا اقْترفَتهُ أنفُسُنَا ..
“قُلْ يَا عِبَادِيَ الذِّينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِم لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّه إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا “
بقلم _ نُورُ الهُدى _