أخبار فلسطين

قصة بطولة امرأة من غزة بألف رجل

بسم الله الرحمن الرحيم

من قال إن الشجاعة تقرب الآجال أو تباعدها ؟

بطلة قصتنا تعرض حياتها للخطر لأجل المبادئ والقيم هل تعلمون لماذا تابعوا معنا

امرأة مؤمنة من غزة
كانت نازحة مع زوجها وأم زوجها في مستشفى كمال عدوان الأقرب لهم مرت بثلاث تحديات كل تحدي أصعب من الاخر تروي قصتها قائلة .

التحدي الأول الحصار :

اقتحم الاحتلال الصهيوني مستشفى كمال عدوان في الشهر الخامس للعدوان الصهيوني على غزة بعد أن
تمت محاصرتنا أربعة عشر يوما
لاغذاء ولادواء ولا شراب ومعاناة ماالله به عليم .
حصار مطبق.وكنت أحمل أمانة لأحدهم كذا مبلغ .
فأصبح جل همي كيف أحافظ على تلك الأمانة لو تم اقتحام الاحتلال للمستشفى
ثم أتى موعد الاقتحام وتم إخلاء الرجال أولا وحفرت لهم حفرة كبيرة ليدفنوهم فيها أحياء.
تقول وأيقنت أن زوجي استشهد وجاء الدور علينا نحن النساء
لم أفكر باستشهاد زوجي بقدر ما كان همي كيف أحافظ على الأمانة الذي حملتها معي وحماتي المقعدة الذي هي أمانتي أيضا.

وأنا الآن أستعد ليأتي الدور علينا لقتلنا أو اعتقالنا
وخطرت ببالي فكرة أن أكتب وصية واكتب على الأمانة لمن يتم تسليمها في حال استشهادنا لما يأخذون جثتينا وفعلت وأخفيتها على جيبي

هكذا هيئت نفسي

وتوكلت على الله وانتظرت دورنا يأتي .

التحدي الثاني الخيارات الصعبة :

بعد أن تم إخلاء الرجال من المستشفى وتم حفر لهم حفرة كبيرة لدفنهم فيها أحياء كانت المفاجئة أن الله سلم ولطف ولم يفلح الاحتلال الإسرائيلي بذلك كما فعل في مناطق أخرى .لم أكن أعلم حينها أنه لم يتم الأمر .
وجاء الدور على إخلاء النساء حتى وصلوا إلينا أنا وحماتي والدة زوجي علما أنها مقعدة على كرسي متحرك قال لي جنود الاحتلال هذه كبيرة في السن تبقى هي في المستشفى لوحدها وانا علي مغادرة المستشفى حالا بكل قسوة

كنت أستطيع بكل سهولة أتركها لأني مجبرة ومعي عذري عند الله وعند الناس فانا أجبرت على ذلك.

ولكن المبادئ والقيم الإنسانية والإسلامية الذي تربينا عليها جعلتني أرفض القبول بذلك ولو على حساب حياتي

فقلت لهم بكل قوة لن أذهب إما نبقى معا أو نخرج معا أو تقتلونا معا .

لقد حاولوا بكل السبل لم أقبل لم أهتم. لقتلنا أو اعتقالنا أو أي شيئ ٱخر قد يصيبنا سلمت الأمر لله الواحد الأحد
وبعد عدة محاولات وعجزهم عن اقناعي قالوا لي
لامشكلة اخرجيها معك قلت لا أستطيع أدفعها
أنتم طلبتم اخراجنا أخرجوها أنتم رفضوا وأنا رفضت الخروج
استعانوا بفلسطيني يقنعني رفضت قلت له أخرجها أنت قال ليس لدي صلاحية بإخراجها إنما بإقناعك سوف يقتلونك اخرجيها قلت له وإن قتلونا لن نخرج .

اضطرو يدخلون لي طبيب يدفع الكرسي لحماتي معي
رغم أنني كنت أستطيع أدفعها لوحدي ولكن أرغب أقهرهم كما قهروهنا لم أكن أعلم أن زوجي لم يستشهد و لايزال على قيد الحياة

التحدي الثالث وعورة الطريق ومخاطر القصف :

بعد أن خرجت من المستشفى مع حماتي منهكة من الحصار والجوع والتعب قد أرهقهني

وأنا أسوق كرسي والدة زوجي بكل عزة وإبى مرفوعة رأسي عاليا غير آبهة بجنود الاحتلال المجرمين ولا بالقصف الذي ينزل فوق رؤوسنا كالمطر لفت انتباهي طفل بعمر ١٢سنة تقريبا مدهوسا بالدبابة في مشهد فضيع بقي في مخيلتي لايفارقني حتى اللحظة.

وإذا بالحفريات والدمار يعيق طريقنا صارت المنطقة ركام ودمار وحفرا كبيرة ما الله به عليم
وصار علي صعب أسوق كرسي حماتي لأصل للوجهة الأخرى الذي أريدها .
ولا أعلم ماذا أفعل استعنت بالله ثم مضيت ابحث عن طريق حتى تمكنت من تجاوز هذا التحدي ومريت والحمدلله بسلام

وفي الطريق صادفتني عجوز مقعدة قد تركها أهلها نظرا لعجزهم عن حملها فانتابني حزن وألم عليها
واحترت ماذا أعمل وأنا أسوق حماتي المقعدة أيضا

فاقنعتني أن نمشي حتى يسخر الله لها أحدهم يحملها

ثم مضيت على أمل أن أرجع لها أو يمر أحدهم فيحملها

حتى وصلت محطتنا الأخيرة مع حماتي بسلام إلى مكان النزوح الأخير والمفاجئة أن زوجي من فضل الله لم يستشهد والحمدلله رب العالمين
ولانعلم ماهو القادم المجهول حيث أننا لازلنا في خضم المعركة

وقبل أيام معدودة سلمت الأمانة الذي حملتها في الفترة العصيبة والحمدلله رب العالمين من فضل الله وصلت الأمانة لأهلها
انتهت القصة ..

هذه نموذج واحد من بين ألاف النماذج من البطولات الذي تقدمها نساء غزة الأبية

إن في ذلك لعبرة لأولى الأبصار

كل عام وانتم بخير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى