أخبار العالم الإسلامي

الشعوب تعاتب الإسلاميين!

اختيار وسائل مبتكرة جديدة

بقلم /الكاتب الصحفي /صدام الحريبي

ما زالت الشعوب العربية تقول كلمتها خصوصا إن تُرك المجال لها في التعبير عن رأيها، فهي تؤيد الإسلاميين وتنتخبهم وتوصلهم إلى سدة الحكم وتثق بهم أكثر من غيرهم.

قالت الشعوب وما زالت مستمرة في قول كلمتها أن الإسلاميين هم الأنسب لقيادة دولهم، فقد انتخبتهم في السلم ووقفت معهم في الحرب، وإن خيانة قلة قليلة من المنتسبين لهذه الشعوب لأوطانهم لا يمكن تعميمها، فالشعوب أيّدت الإسلاميين قولا وفعلا وقد شاهد كل العالم ذلك بأم عينه فجنّ جنون أعداء الإسلام والأوطان.

في ٢٠١١م ومع اندلاع ثورات الربيع العربي، كنت متواجدا في مجلس يضم قيادات يمنية يسارية، فتهكّم أحدهم على الإسلاميين، ليرد عليه أحد قادة اليسار السياسيين بقوله: لنكن منطقيين، المرحلة مرحلة الإسلاميين، فالشعوب جرّبت كل التيارات التي أثبتت فشلها، لتتجه الآن نحو الإسلاميين، وستروا كيف سيحقق الإسلاميين فوزا كاسحا إن عايشنا انتخابات حرة، وحتى وإن حوربوا فالشعوب معهم، فوافقه جميع الحضور على ذلك.

لكن وبكل صراحة، ما زال الإسلاميون مترددون، يترقبون أن يُقال أنهم سيطروا على الأنظمة وأسلموها وأنهم إقصائيين، بينما خصومهم قد تجاوزا موضوع الإقصاء إلى القتل والتنكيل والإخفاءات القسرية والحرمان من المواطنة، وذلك تردد مذموم يهوي بأصحابه في الظلمات.

يتفهّم الجميع إيمان الإسلاميين بمبدأ الشورى والديمقراطية واحترام حق الشعوب في تحديد مصائرها وكذلك احترام الخصم، لكن الإسلاميين لم يتفهموا حتى الآن أن أمامهم خصوم لا يعرفون معنى شرف الخصومة وبإمكانهم عمل ما لم يخطر ببال أحد من أجل التنكيل والانتقام منهم ودوافع ذلك كثيرة ومعروفة، أهمها إصرار الإسلاميين على تحرير الشعوب من التبعية، واستعادة حقوقها وثرواتها المصادرة والتي يتم التلاعب بها.

على الإسلاميين أن يغيّروا من سياساتهم ويدركوا أن التردد والخوف لا ينقذ الأوطان، وهم من علّموا البشرية معنى بذل الأسباب والتوكل على الله.

للأسف لقد فرّط بعض الإسلاميين في بعض الدول بالأمانة التي منحتهم إياها الشعوب وتعاملوا معها وكأنهم ليسوا المؤتمنين الرئيسيين عليها وتركوها للضباع تنهشها، فقد أوصلت الشعوب في كثير من الدول الإسلاميين إلى منصات الحكم ثقة بهم وحبا وإيمانا بأنهم أهلا لها، لكن حدث ما لم يكن بالحسبان، وها هي الشعوب اليوم تعاتب الإسلاميين، وتقول لهم أنه ما زال في الوقت متسع وما زالت الشعوب معهم، فليتحركوا وليستعيدوا الأمانات التي سلمت لهم وليحافظوا عليها.

وشخصيا أرى أنه على الإسلاميين أن يغيّروا في كل شيء ويبتعدوا على التردّد والمبالغة في الحسابات، تلك المبالغة التي كانت سببا في الفشل، فبينما هم يبغالون في الحسابات التي لا خير ولا فائدة منها، يفيقوا على كمية هائلة من الصفعات والضربات التي أوقعها الخصوم بالأوطان وبهم، وهم منشغلون بمناقشة سفاسف الأمور والحسابات البائتة، ليمارس بعد ذلك خصومهم الفساد الاقتصادي والإداري وكل أنواع الفساد في الأوطان، ثم يلاحقونهم ويتهمونهم بكل ما مارسوه هؤلاء الخصوم، فالتغيير مهم وهو سنة لا مفر ولا ملجأ منها، والنجاح يقاس بالقدرة على التغيير وكذا مراعاة الوقت.

أيها الإسلاميون عليكم بالتغيير والتخلي عن بعض السياسيات التي تغري خصومكم وأعداء الأوطان والشعوب، فأنتم أمل المظلومين، فلا تفرّطوا بهذا الأمل، ولتستفيدوا ممن سبقكم.

الكاتب الصحفي أ/صدام_الحريبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى