مقالات

جنين الْجَنِينُ وَالزَّرْعُ الْجَديدُ

*هشام توفيق

ماهي استراتجية بتر الجسد ؟

بعدما شهدناه الأسبوع السابق من (معركة الاستيطان) في رام الله و(مستوطنة عيلي) ينتقل الاحتلال إلى (معركة الإعدام) في جنين، خطوته الجديدة تفتل في -مشروع الاختصار- الذي كتبت عنه مؤخرا (تصفية الضفة وعمارها بالاستيطان، تصفية الأقصى بتقسيم الزمان والمكان، وتصفية الإنسان المقاوم بالإعدام وهو ما نشهده اليوم في جنين..)، وتصفية الإنسان المقاوم أشد المعارك..

باختصار

  • يهدف الكيان الانتقال من إدارة الصراع إلى حسم الصراع
  • يهدف إلى منع تفوق الاستراتيجية الكبرى للمقاومة والتي تتحرك بوتيرة كبيرة في الضفة لصناعة قوة مسلحة بدل الشعبية.
  • يهدف إلى منع تجليات توحد الضفة وغزة إعدادا لمعركة كبرى مثل سيف القدس
  • يسعى إلى منع المقاومة تكريس تحول استراتيجي فلسطيني يسمى(المعارك الكبرى أو المفتوحة) جماعي وجغرافي وفصائلي..

إن هذه العملية الصهيونية تفتل في (استراتيجية بتر الجسد) وهي استراتجية الاحتلال لمنع صناعة مشروع البؤر المسلحة التي تصنعها مقاومة غزة في الضفة استعدادا لمعركة كبرى أخطر من سيف القدس..

ما مستقبل المواجهة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال؟

بعد عملية الاستيطان ومحاولة تنزيله الأسبوع السابق، وبعد عملية جنين لتصفية الإنسان المقاوم اليوم، ربما سنشهد الدور التالي استهدافا للمسجد الأقصى لتكتمل صورة الاختصار..وكأن كل مرحلة فيها تناوب (ساعة لتصفية الضفة وعمارها أو ساعة لتصفية الأقصى أو ساعة لتصفية الإنسان المقاوم )..

هل السبب الرئيس حقا من عملية جنين هي جنين فحسب؟

لكن ما يحدث في جنين من محاولة اجتثات ليس من أجل جنين فحسب، بل السبب الرئيس هو منع صناعة تجربة غزة في جنين ببروز قوة مسلحة بصواريخ وعبوات وقوة هندسة وعسكر وعمل منظم عسكري..ثم سبب ثان هو تخوف من انتقال هذا النجاح في جنين إلى نابلس وشعفاط والخليل وكل الضفة، ثم سبب ثالث هو تخوف تحول هذه البؤر المسلحة في الضفة من نقط قوة إلى نقط حصار للاحتلال ومدنه والمواجهة المستقبلية للمقاومة من مسافات قريبة فضلا إلى غزة التي تبعد عن مدن الاحتلال، وبالتالي غزة نجحت في مواجهة الاحتلال داخل أراضي الاحتلال لا فحسب من غزة، بمعنى نشأة تجربة مقاومة مثل غزة في الضفة..كل الضفة..

ما هو دور الشعوب إزاء هذه العمليات الاجتثاتية؟

يبقى السؤال، ما دورنا كشعوب وقوى حية ؟ دورنا ضرب الاحتلال ومشروعه من الخارج، بمعنى تقويض التطبيع والمطبعين، فإذا كان المشروع الاستكباري مكون من كيان صهيوني وكيانات عربية مستبدة، فإن المقاومة الفلسطينية تقوض رأس الكيان الصهيوني، والمقاومة الثانية وهي الشعوب تقوض أطراف المشروع، كل على ثغره.
يبقى أن ندعم كل فعل فلسطيني مقاوم بما هو مطلوب من تشبيك بين القوى الحية، وتوظيف الحدث لإنهاء التطبيع وإحراج الأنظمة العربية أمام جرائم الكيان الصهيوني
وازدواجية المعايير …

مقالات ذات صلة

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى